• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

مودي: مستعد لدفع الثمن... ولن أساوم على حق المزارع إندونيسيا تفتح أبواب جزيرة نائية لجرحى غزة هيومن رايتس ووتش: المدارس ليست أهدافًا عسكرية "ترامب بعد زوال الخطر الإيراني: آن الأوان لسلام أبراهام الشامل في الشرق الأوسط" تقرير روسي يربك الاستخبارات قمة مرتقبة بين بوتين وترامب وزيلينسكي تل أبيب تستعد لتوسيع الحرب رحيل القائم بأعمال رئيس ميانمار عن عمر 74 عامًا أمطار غزيرة تهدد 21 ولاية نيجيرية إصابة 5 جنود في حادث إطلاق نار بقاعدة عسكرية أمريكية زلزال بقوة 4.8 يضرب أويتا اليابانية توقف جزئي لرحلات يونايتد إيرلاينز بأمريكا أمطار غزيرة تشل حركة القطارات وتحذر من فيضانات في اليابان قصف أوكراني قرب محطة زابوروجيه النووية تحطم مروحية عسكرية يودي بحياة وزيرَي الدفاع والبيئة في غانا

الخميس 07/08/2025 - 04:04 بتوقيت نيويورك

غزة بين الجوع والسياسة

غزة بين الجوع والسياسة

المصدر / شيماء مصطفى

"طرود غذائية مقابل الولاء"... اتهامات لحماس بتسييس الإغاثة

غزة تحت الحصار: مساعدات بـ"الولاء السياسي" وسط جوع يعصف بالمدنيين


في ظل إشراف مباشر من قيادة حماس ومواقف دولية مثيرة للجدل، المعاناة الإنسانية في غزة تتصاعد إلى مستويات غير مسبوقة


وسط أنقاض المنازل المدمرة وانهيار البنية التحتية في قطاع غزة، يعيش السكان واقعًا إنسانيًا مأساويًا يتجاوز حدود التصور. الجوع، العطش، وانعدام الأمان أصبحت تفاصيل يومية في حياة أكثر من مليوني فلسطيني حوصروا بنيران الحرب، وانقسمت آمالهم بين مساعدات شحيحة ومواقف دولية خجولة.


وفي وقتٍ تكثف فيه حركة حماس عملياتها الميدانية وتنظيمها الداخلي، كشفت مصادر ميدانية عن إشراف مباشر من قائد الحركة، يحيى السنوار، وشقيقه محمد السنوار – وكلاهما قُتل خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة – على توزيع المساعدات وإدارة لجان الطوارئ.


لكن هذه الجهود، بدلًا من أن تخفف من معاناة السكان، أصبحت محط جدل كبير، وسط اتهامات بالتمييز في توزيع الإغاثة، وهو ما فجّر حالة من الغضب داخل الشارع الغزي.


"هل هذا هو العدل؟"


نسرين خالد، أرملة وأم لثلاثة أطفال، تجسّد بصوتها المكسور معاناة آلاف الأسر المنسية. تقول وهي تشير إلى منزلها شبه المدمر:

"بينما كان أطفالي يبكون من الجوع، شاهدوا جيراننا من أنصار حماس يتلقون طرودًا غذائية وأكياس طحين. هل هذا هو العدل؟"


تصريحات نسرين ليست معزولة. عشرات السكان تحدثوا عن مشاهد متكررة من تفضيل العائلات الموالية للحركة في قوائم التوزيع، في حين يُستثنى آخرون تحت ذريعة "عدم الولاء".


وتزامنًا مع ذلك، وصلت أزمة الغذاء إلى ذروتها، حيث تجاوز سعر كيلوغرام الطحين 80 دولارًا في بعض المناطق، ما جعل الخبز – أبسط أشكال البقاء – رفاهية لا يملكها كثيرون.


"إدارة بالمحاباة" أم "أولوية للمنظمين"؟


في الوقت الذي تنفي فيه جهات قريبة من حماس وجود تمييز متعمد، تؤكد تقارير ميدانية أن لجان الطوارئ – التي تدير معظم عمليات الإغاثة – تتشكل في الأغلب من كوادر أو مناصرين للحركة، ما يخلق تلقائيًا هرمية غير رسمية في أحقية الحصول على المساعدات.


ويقول أحد الناشطين الحقوقيين – رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية – إن "الحرب لا تبرر تحويل الغذاء إلى مكافأة سياسية"، مؤكدًا أن "الاحتياج الإنساني يجب أن يكون المعيار الوحيد".


السيسي: "التاريخ لن يغفر"


وفي موازاة المشهد الميداني، تلوح في الأفق مواقف إقليمية تضع المجتمع الدولي أمام تساؤلات أخلاقية ملحّة. فقد صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "التاريخ سيحاسب دولًا كثيرة على موقفها من حرب غزة"، في رسالة لاذعة تلقي الضوء على ما يعتبره كثيرون تخاذلًا دوليًا في وقف العدوان أو حتى تقديم الدعم الكافي للمدنيين المحاصرين.


موقف السيسي يعكس حالة غضب دبلوماسي إقليمي تجاه المواقف الغربية التي تُتهم في كثير من الأحيان بازدواجية المعايير، خصوصًا في القضايا الإنسانية المتعلقة بفلسطين.


غزة تنزف... بصمت العالم


في ظل استمرار الحرب، ومع غياب أفق سياسي واضح للحل، يبقى المدنيون في غزة هم الضحية الأولى والأخيرة. إذ يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، وشلل في الخدمات الصحية، وانقطاع شبه تام للبنية الإدارية والخدمية، إلى جانب القصف المستمر الذي لا يفرّق بين مقاتل وطفل.


في هذا المشهد الكارثي، لا يبدو أن العدالة قادمة، ولا المساعدات كافية، ولا المواقف الدولية بمستوى التحدي. وبينما تتكاثر الأنقاض في الشوارع، تتراكم فوقها أيضًا الأسئلة الموجعة: من يقرر من يستحق الحياة؟ ومن يُحاسب من جاع؟ ومن يُسائل من ميّز بين جائع وآخر؟

التعليقات