المصدر / شيماء مصطفى

مسؤول أوروبي يحذر من استمرار غياب البيئة الآمنة لتوزيع المساعدات.. و"أونروا": الفلسطينيون يُقتلون أثناء بحثهم عن الطعام

أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي، في تصريحات خاصة لوكالة "رويترز"، أن الوضع الإنساني في غزة "لا يزال خطيرًا للغاية"، مشيرًا إلى أن بعض التقدم قد تحقق، مثل ارتفاع عدد الشاحنات التي تدخل يومياً وتحسن طفيف في إمدادات الوقود وإعادة فتح ممرات محدودة. إلا أنه شدد على أن هذه التطورات تبقى "غير كافية"، في ظل استمرار "غياب بيئة عمل آمنة"، ما يعوق توزيع المساعدات على نطاق واسع داخل القطاع.

من جهتها، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) صرخة استغاثة جديدة، مؤكدة أن "الفلسطينيين يُطلق عليهم النار أثناء بحثهم عن الطعام لعائلاتهم"، مشددة على أن "الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل"، في ظل المجاعة المتفشية والانهيار التام للخدمات الأساسية. وأكدت الوكالة الأممية في بيان على منصة "إكس" أن العواقب تتفاقم يومًا بعد آخر، مطالبة بـ"فتح المعابر فوراً وبدون شروط، وتمكين الأمم المتحدة وشركائها من تنفيذ المهام الإنسانية الضرورية لإنقاذ الأرواح".

في المقابل، حذرت وزارة الداخلية في غزة من أن عمليات إسقاط المساعدات الجوية، التي استأنفها الجيش الإسرائيلي في يوليو الماضي، أدت إلى سقوط ضحايا ودمار في مخيمات النزوح، متهمة هذه الآلية بزيادة الفوضى في مناطق تعاني أصلًا من انهيار في الأمن والخدمات.

وتأتي هذه التحذيرات الأوروبية والأممية في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، بحسب الرواية الرسمية. وعلى الجانب الآخر، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 61 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمرافق الحيوية.

رغم الضغط الدولي والاتفاقات الجزئية، يبدو أن الأزمة في غزة لا تقترب من نهايتها، بل تتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل انعدام الضمانات الأمنية لاستمرار تدفق وتوزيع المساعدات، وانسداد الأفق السياسي في غياب حلول جذرية توقف شلال الدم وتعيد للمدنيين في غزة حقهم في الحياة والكرامة.